لا يمكنني أن أخفي أبداً سعادتي بما يحدث حالياً على ساحة الويب العربية، فقد أصبح هناك العديد و الكثير من المواقع الخدمية و الشبكات الإجتماعية العربية الخالصة على الإنترنت و أصبحت تحصد نجاحات مقبولة و أعتقد أنها يمكنها المنافسة قريباً جداً على المستوى العالمي و إن كان بعضها قد فعل هذا بالفعل، ما سأحاول فعله اليوم هو تجميع عدد من الأسئلة التي لا بد لكل من يريد تطوير و إطلاق موقع جديد أن يسألها لنفسه لتجنب فشل مشروعه قدر الإمكان و حتى يقدم شيئاً جديداً يمكنه من المنافسة على الساحة حالياً، تابع القراءة لمعرفة هذه الأسئلة …

1. ما الذي سيضيفه موقعي ؟

ربما هذا هو أهم سؤال و لذلك أحببت أن أبدأ به، فمع تعدد المواقع و إختلافها و تنوعها أصبح تقريباً كل شيء متوافر و بكافة المميزات التي قد يريدها الزائر و المتصفح، و بالتالي لتحقق نجاحاً لموقعك لا بد أن تتميز في شيء ما، لا بد أن تضيف شيئاً جديداً ليس موجود في أي مواقع أخرى، و الإضافة ليس شرطاً أن تكون كبيرة و لكن لا بد أن تفي بالغرض، فمثلاً عندما تحدثت عن موقع ثبّت، قال البعض أن الفكرة منسوخة و مكررة و منقولة عن موقع Digg هي كذلك بالطبع و لكن الموقع أضاف شيئاً جديداً هو دعم العربية و هذا سر نجاحه، وجود اللغه العربية أضاف شيئاً جديداً كان الزوار بحاجة إليه، نفس الحال مع المرقاب (إسمه أعجبني الآن) أتى فأضاف شيئاً جديداً هو زر إقرأ الآن أو رحلة الحظ و برأيي أن هذه الإضافة هي سر نجاح الموقع، المثالين السابقين لموقعين أخذا فكرة و نقولها و أضافوا عليها و نجحوا لهذا السبب، على الجانب الآخر من عدة أيام شاركت رابط شبكة إجتماعية عربية إسمها (بنادي) و ذكرت أن هذا الموقع صرف عليه الكثير و لكن مصيره سيكون غالباً الفشل، السبب أن الموقع لم يضيف جديد و لم يأت شيء يجعل المستخدمين مثلاً يتركون شبكة إجتماعية مثل الفيسبوك و ينتقلون إليه و بالتالي فكل المجهودات و المصاريف التي ذهبت على هذا الموقع قد ذهبت سدى.

2. ما الذي يحتاجه و يبحث عنه الجميع ؟

من شاهد فيلم (The Social Network) الذي يحكي عن قصة نجاح الـ(فيسبوك) فلا حاجة به إلى قراءة هذه النقطة فكلها مقتبسة من الفيلم تقريباً ، الخلاصة أن مارك زكربيرغ أثناء برمجته لشبكته الإجتماعية كان يجمع الأفكار، ببساطه لأنه كان يعلم أن موقعه سيوضع في مقارنة مع ماي سبيس و فريندستر الشبكتين العملاقتين في ذلك الوقت، فكانت النتيجة أن الـ(فيسبوك) أو (دا فيسبوك) كما كان يسمى حينها، أولاً موقع حصري على طلاب هارفرد و كانت نظريته حينها أن الناس يريدون الدخول على الإنترنت لمعرفة و مشاهدة أصدقاءهم و أخبارهم و ليس التعامل مع أشخاص لا يعرفونهم و من هنا كانت الميزة الأولى هي الحصرية و الخصوصية التي يحتاجها الناس، و بعدها مثلاً أتت فكرة الحالة الإجتماعية، فالشباب (هناك) يريدون معرفة الحالة الإجتماعية لبعضهم البعض، أعزب أم في علاقة .. إلخ، فكانت ميزة الحالة الإجتماعية، و بالتالي ما نخلص إليه هنا هو أن البحث عن حاجات الناس و توفيرها هو سر من أسرار نجاح موقعك الجديد، و هذا برأيي من أهم الأسئلة التي عليك سؤالها لنفسك لتخرج بموقع يفيد الجميع.

3. ما الهدف وراء إطلاق موقعي ؟

لكي تبدأ بداية صحيحة من وجهة نظري يجب ألا تبحث عن المال في البداية، بمعنى آخر، إذا أردت إنشاء موقع للفائدة و تحقيق حاجة الناس فلا تبحث أو تنتظر العائد المادي في البداية أبداً، و لا تضع الربح من الإعلانات من ضمن أهدافك الأولى، عليك أولاً التركيز على المحتوى، البرمجة، التصميم، الإنتشار و الفائدة، و تأكد أن العائد المادي يأتي في النهاية، إذا ركزت على كل ما سبق فأنتظر العائد ليأتي إليك صاغراً و لكن عليك أولاً أن تعمل بجد و إجتهاد و تخرج بموقع ناجح و ممتع و مفيد للزوار.

4. ما الذي سيدفع الزوار لترك المواقع الأخرى و إستخدام موقعي ؟

ربما يبدو هذا السؤال مشابه للسؤال الأول بعض الشيء و لكن هناك بعض الفرق، سآخذ هنا خدمة meme التي أطلقتها ياهو قبل نحو عام كمثال، إذا راجعت الأسئلة السابقة ستجد أن ياهو أجابت عنها بنموذجية، الخدمة كانت تحاكي تويتر و لكنها أضافت الكثير عليها، لربما أن تويتر إقتبس آخر تعديلاته من مميزاتها التي سبقت تويتر بكثير آنذاك، الفيديو و الصور و الإقتباسات و العديد من المميزات الجديدة كانت متوفرة بشكل رائع و مريح في ميمي فلماذا لم ينجح ؟ .. أولاً الكل يعلم أن تويتر يعتبر موقع فريد من نوعه و قائم على فكرة جديدة و بسيطة، و تويتر كان له السبق في تطبيق الفكرة و كان قد إنطلق له فترة طويله عندما أطلقت ياهو خدمة ميمي، فكان تويتر مليء بالمستخدمين الذي يتبعون و يتبعهم مستخدمون آخرون كلهم إرتبطوا مع بعض عن طريق تويتر، و بما أن تويتر يوفر لهم كل ما يحتاجوه، فمهما توفرت ميزات أكثر في ميمي فإن هذا لا يجعل مستخدم يضحي بـ 1000 متابع مثلاً و ينتقل إلى ميمي، عليك أن تعلم أن المستخدمين يحبون الإستقرار كما أنهم يعتادون على الموقع و يصعب من الصعب عليهم تركه، و بالتالي عليك ألا تحاول تقليد فكرة موقع ما و الإستحواذ على زواره، فهذه الطريقة أثبتت فشلها في الكثير من الأحيان، و خاصةً على صعيد الشبكات الإجتماعي.

5. ما هو مستقبل موقعي ؟

نعم عليك التفكير في مستقبل الموقع قبل أن تبدأ، عليك أن تعرف هل ستكون قادراً على الإستمرار في بناءه و تحديثه و تطويره في المستقبل أم أنك ستنشغل بشيء آخر سيعيقك عن هذا، إن كنت لن تستطيع الإستمرار في تحديثه و تطويره و تحمل أعباءه فالأولى بك ألا تبدأه و تعطي فكرته لشخص آخر قادر على إطلاقها و بلورتها بشكل مفيد، و لكن إطلاقك لمشروع مجهول المستقبل هو مجرد حرق لفكرتك.

6. ما فائدة موقعي في الحياة ؟

بشكل عام هناك آلاف المنتديات و المدونات و مواقع البرامج، كلها تقدم محتوى متشابه تقريباً، إلا القلة التي تقدم فائدة حقيقية للزائر، و أي موقع تفكر فيه لا بد أن يتوفر فيه هذان العاملان الفائدة و المتعة فهذا هو ما سيجعل موقعك جذاب و له القدرة على الإحتفاظ بالزوار قدر الإمكان.

7. السؤال السابع

السؤال السابع الذي يجب أن يسأله أي شخص يرغب في بدأ موقع جديد لنفسه متروك لكم أنتم، إسرحوا بخيالكم و شاركوني بالأسئلة الأخرى التي ترونها مهمة، سأنتظر تعليقاتكم على أحر من الجمر …

دمتم في أمان الله.


أضف تعليقك

لاتقرأ وترحل ..
بل ضع لك بصمة ابو عشرة في المكان قبيل الرحيل ..