لطالما ألهمت النجوم ببهائها وجمالها خيال الشعراء والمفكرين منذ أقدم العصور، واليوم بعد أن أصبح لدينا من العلم ما يجعلنا نذهب لأبعد مما تراه العين ازداد انبهارنا ودهشتنا من بديع صنع الخالق سبحانه وتعالى في هذا الكون البديع:
فتخيلوا أن هذه اللوحة الفنية بارعة الجمال لم ترسم بقلم فنان، بل هي صورة تم التقاطها بمجسات تلسكوب هابل لسديم أوريون الذي يبعد عنّا 1,500 سنة ضوئية (أي 14,190,792,600,000,000 كيلومتر)!!
قبل أن نتحدث عن هذا السديم دعونا نتعرف أولاً على معنى كلمة سديم:

السديم هو سَحَابة عملاقة تتكون من الغبار والغازات كغاز الهيدروجين والهيليوم وبعض الغازات المتأينة الأخرى، ويوجد عدد هائل من هذه السحب العملاقة في أرجاء الكون بين النجوم لذا تُسمى سحابة بَيْنَجْمِيّة.
وحتى لا ترتبط كلمة سحابة في ذهنكم بما نراه على أرضنا تخيلوا أن هذه السحابة التي ترونها في الصورة والتي لا يتعدى حجمها عدة سنتيمترات على شاشة حاسوبكم يبلغ عرضها 24 سنة ضوئية تقريباً (أي 227,052,682,000,000 كيلومتر) فقط!!
المدهش أن هذا المشهد البديع يحمل متناقضين نادراً ما يجتمعا: الموت والحياة!
فهو من جانب نتج عن انفجار نجم كشمسنا بعد انتهاء عمرها وتبعثر بقايا هذا النجم في الفضاء الكوني، وفي نفس الوقت هو مكان لميلاد نجوم جديدة حين تقوم قوى الجاذبية بجذب الذرات المتناثرة في السديم لتنهار جاذبياً على بعضها البعض فيولد نجم جديد شاب من أطلال النجم القديم!!
نعود الآن لسديمنا الذي سنتحدث عنه في هذا الموضوع وهو سديم أوريون:
يُعرف سديم أوريون بعدة أسماء أيضاً منها Messier 42 وM42، وهو أحد أكثر السُدُم سطوعاً في سماءنا لدرجة أنه يمكن ملاحظته بالعين المجردة ليلاً في الأجواء المناسبة.
يبعد هذا السديم عنا كما سبق وذكرنا حوالي 1,500 سنة ضوئية (14,190,792,600,000,000 كيلومتر) وهو بذلك أقرب منطقة عملاقة لولادة النجوم بالنسبة لمجرتنا (قريب جداً).
يحتوي السديم كما ذكرنا نجوماً شابة تقوم بإطلاق الأشعة فوق البنفسجية في السديم، مما يؤدي للمعان وتوهج الهيدروجين والغازات الأخرى التي يتكون منها السديم لتظهر بهذا التدرج اللوني البديع.

أضف تعليقك

لاتقرأ وترحل ..
بل ضع لك بصمة ابو عشرة في المكان قبيل الرحيل ..