طرق فعالة لحفظ القرآن الكريم بالصوت

طرق للمتفرغين  لحفظ القرآن وأخرى للمشغولين  !
يسهل على البعض حفظ آيات القرآن الكريم وربطها ببعضها بشكل متسلسل بنفس الترتيب الأصلي، في حين يعاني الكثيرين من عدم قدرته على ربط أكثر من ثلاث آيات متتالية قصيرة وربما يتمكن من حفظ صفحة بعد جهد كبير، وهذا غير فعال لحفظ سور طويلة أو أجزاء كاملة القرآن الكريم، لذا يسرني أن أقدم هذه الطريقة والتي تسهل وتسرّع كثيرا عملية الحفظ وتساعد في التثبيت وتقلل من إمكانية النسيان الكامل، حيث إن هذه الطريقة تعتمد على حفظ الآيات وحفرها في الذاكرة بصوت قارئك المفضل، وهذا يمنع من نسيانها التام، ولكن يبقى من الضروري الاستمرار في المراجعة منعا من الخلط بينها.

طريقة الحفظ 

تقوم باختيار السورة أو الجزء الذي تريد حفظه، وتختار تسجيل صوتي له بأجمل صوت قارئ مفضل لديك، ويفضل أن تكون القراءة متوسطة السرعة، ثم تبدأ أولا بمراجعة أي سور قصيرة تحفظها سابقا لتنشيط الذاكرة، ثم تستمع لأول صفحة عدة مرات مع التتبع على المصحف، حتى تتقن الطريقة الصحيحة لقراءة كافة الكلمات والتعبيرات الجديدة وأيضا من أجل التمهيد للحفظ، ثم تقوم بالاستماع لأول آية قصيرة أو جزء من آية كبيرة مع التتبع في المصحف، وتعيد الاستماع عدة مرات، ثم تعيد قراءتها في ذهنك عدة مرات، ثم تنتقل للآية التالية، وهكذا.
وعندما تنهي ربع صفحة، تعيد الاستماع إليها بالكامل عدة مرات، ثم قراءتها بالكامل غيبا عدة مرات وأيضا عند منتصف الصفحة وعند ثلاثة أرباعها، ستستغرب من قدرتك على استرجاع ما حفظته بكل سهولة، ويتجد أن صوت القارئ قد انطبع في ذهنك كأنه آلة تسجيل !!، ويظل الصوت نفسه محفورا حتىبعد سنوات طويلة !!، وبعد الانتهاء تعيد سماع الصفحة وقراءتها غيبا، وسيكون الأمر سهلا إن شاء الله، في اليوم التالي تراجع سماع الصفحة وقراءتها غيبا قبل البدء بحفظ صفحة جديدة.

طرق أخرى سهلة للمشغولين !

يمكن لغير المتفرغين للحفظ أن يستخدموا طريقة أخرى لكنها تستغرق زمنا أطول، حيث تستمع بصوت منخفض يوميا وأنت على الفراش قبل النوم للسورة التي تريد حفظها كاملة (إذا لم تكن طويلة جدا) وبصوت قارئك المفضل، وتستمر على نفس المنوال لأكثر من أسبوعين، وستكتشف أنك قد حفظتها غيبا أو على الأقل أصبحت شبه حافظ لها، ويمكنك بكل بسهولة تمكين حفظك لها، كما أن من يقوم بقراءة ورد يومي من القرآن بشرط البطء والتمعن في القراءة، فإنه يصبح بعد فترة من الاستمرار شبه حافظ للقرآن حيث يمكنه أحيانا أن يصحح أخطاء من يقرأ غيبا !!، وهذا أمر مفيد لمن يتمنى حفظ القرآن كاملا في يوم من الأيام لكن كثرة مشاغله تمنعه من ذلك، حيث سيجد نفسه مهيئا تماما عندما يتفرغ للحفظ ولو بعد سنين طويلة من المشاغل التي لا تنتهي، لكن بشرط الاستمرار يوميا في القراءة والتمعّن.
وأهم ما أنصح به لمن يريد الحفظ هو الإخلاص لله تعالى في نية الحفظ، ومحاولة فهم الآيات والعمل بما تأمر به، والاستمرار في مراجعة ما حفظته وتجنب نسيانه، كما يجب عدم الخلط بين ورد الحفظ وورد قراءة القرآن اليومي، فكل واحد يجب أن يتم على حدى، ولكن يمكن أن تكون المراجعة لما حفظته جزءا من ورد القراءة والله الموفق.